الهريسة العربي أكلة تونسيّة شعبيّة من أصول أندلسيّة و يقول مؤرخون إنّ « الهريسة » وصلت إلى تونس مع الاحتلال الإسباني، ما بين 1535 و1574،
بالعودة إلى أصول الهريسة، فإن الكلمة مشتقة من فعل « هرس »، أي دقّ الفلفل الأحمر وهرسه. وتُعدّ بعد تجفيفه بإضافة بعض التوابل والمنكهات مثل الثوم والتوابل والملح والبصل،وأصبحت فيما بعد رمز للموروث الثقافي التونسي و توّجت الهريسة سنة 2022 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في قائمة التراث العالمي لليونسكو. يتمّ إعداد الهريسة العربي في موسم الصيف من كلّ سنة، و تختلف طريقة الإعداد من منطقة إلى أخرى فنجد الهريسة النابليّة و المهدويّة و القرويّة، و يكمن الإختلاف في طريقة تجفيف الفلفل، في طريقة طهوه و أنواع البهارات المضافة أو « الإفّاحات » كما نقول باللهجة التونسيّة و إلى جانب نكهتها المميّزة تحتوي الهريسة العربي التونسيّة على عدّة مزايا صحيّة و غذائيّة و ذلك لإحتوائها عل عدّة فيتامينات و كمية مهمة من الأملاح والمعادن والكالسيوم والصوديوم وأيضاً الفوسفور والبوتاسيوم والمغنيزيوم والحديد والزنك والسيلينيوم واليود بكميات متفاوتة،و يعدّ زيت الزيتون و الثوم من أبرز مكوّنات الهريسة العربي و هذا ما يزيدها قيمة غذائيّة عالية.
و هذه بعض الصور من أجواء تحضير الهريسة العربي التونسيّة و نتمنّى أن تبقى هذه العادة الجميلة متوارثة عبر الأجيال و ذلك للحفاظ على الموروث التونسي الجميل و المميّز و الذي يعطي صورة واضحة عن الثراء الثقافي و الاجتماعي لهذا البلد العزيز.



